بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وآصحابه والتابعين له بإحسان إلى يود الدين
أما بعد:
قسوة القلب وصفاؤه:
ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبُعد عن الله, خُلقت النار لإذابة القُلوب القاسية, أبعد القلوب من الله القلب القاسي, إذا قسا القلب قحطت العين, قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة من:الأكل والنوم والكلام والمخالطة, كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب, فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ.
من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهواته, القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها, القلوب آنية الله في أرضه, فأحبها إليه أرقها وأصفاها, شغلوا قلوبهم بالدنيا, ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت معاني كلام الله وآياته المشهودة, إذا غُذي القلب بالتذكر وسُقي بالتفكر ونُقي من الدغل, ليس كل من تحلى بالمعرفة والحكمة كان من أهلها, بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى.
خراب القلب من الغفلة, وعمارته بالخشية والذكر.
الشوق إلى الله و لقائه نسيم يهب على القلب يُروح عنه وهج الدنيا.
القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة الصادقة,
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر,
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن, وطعامه وشرابه التوكل والمحبة والإنابة إلى الله.
فإن القلب هو ملك الجوارح وقائدها، فإذا إستقام القلب إستقامت الجوارح، وإذا إعوجّ القلب تابعته الجوارح على الإعوجاج، كما قال رسول الله ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد. ألا وهي القلب)).
فمن أسباب قسوة القلب:
حب الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان.
طول الأمل ونسيان بغتة الموت.
التعلق بغير الله تعالى.
ركوب بحر الأماني الكاذبة.
كثرة النوم.
التسويف.
كثر الطعام والشراب.
التكاسل عن الطاعات.
أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها.
نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب.
الترف الزائد والغرور الكاذب.
الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية.
الكذب والبهتان والإفتراء.
السخرية والإستهزاء بالآخرين.
كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب.
الكبر والإعجاب بالنفس والزهو.
الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حيازة الدنيا وحطامها.
وسوء الظن بالآخرين .
اليد عن الإنفاق في مجالات الخير.
الغفلة عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه.
التهاون في أداء الصلاة .
عدم الخشوع في الصلاة.
يا ابن آدم..... أنت الذي ولدتك أمك باكيا و الناس حولك يضحكون سرورا فاعمل لنفسك أن تكون اذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا